السبت، 3 أبريل 2021

حرس الحدود في بيان اقتحام الدنيويين لخلاف الأصوليين في قياس الأسباب

 

حرس الحدود في بيان
تسلل الدنيويين لخلاف الأصوليين في القياس على السبب



 

توطئة : قدم الأصوليون نموذجا راقيا في تحقيق الخلاف في المسائل وتدقيقها وبيانها، ونصصوا أن الذي يقتحم ساحة الفتوى والاجتهاد هو المجتهد المطلق ومجتهد المذهب الذي يستطيع أن يخرج الفروع على أصولها ويبين القول الحق بالطريق الحق وفي هذه المقالة بيان لمسألة اختلفت فيها أنظار الأصوليين وكيف استغل الدنيويون ممن لا يحسنون العلم هذا الأمر فإليكم البيان

 

أولا : توصيف المسألة :القياس على السبب هو أن يرتب الشارع وصفا سببا لحكم ما كترتيب الحد في الزنا على الزاني ،فيقاس على هذا الوصف وصفا آخر ويحكم عليه بأنه سبب لذلك الحكم بعلة  جامعة فيقيسون اللواطة مثلا على الزنا بجامع أن كلا منهما سبب لايجاب حد لايلاج محرم في فرج مشتهى

 

الفريق الأول :المجيزون وهم أكثر أصحاب الشافعي وجماعة من الحنفية والحنابلة واختاره الامام الغزالي وابن قدامه بأنه يجوز القياس على السبب بشرط اتحاد السبب والحكمة ومن أدلتهم أن السبب حكم شرعي عام والشريعة اطلقته فلماذا يمنع وهو مطلق الى غير ذلك من أدلة الجواز إلا أنهم اشترطوا اتحاد السبب والحكمة فبدون اتحاد السبب والحكمة لا يجوز اجراء القياس.

 

الفريق الثاني: المانعون : وهم أكثر الحنفية والمالكية وجماعة من الشافعية والآمدي وابن الحاجب والبيضاوي وانتصروا لمنع القياس على السبب و الشرط والمانع وقالوا إنه لو جاز القياس في السبب لأصبح السبب الشرعي غير مؤثرا في الحكم والشارع أثبته مؤثرا ، ولأن الحكمة لا بد أن تكون منضبطة بنفسها وظاهرة فإن كانت في السبب ظاهرة منضبطة فلماذا تجرون القياس فيها على غيرها ولا تكتفون بالوصف الذي فيها الذي يستقل بالمنع من غير قياس على السبب

 

والذي اتفق عليه الفريقان هو الحكم الشرعي فان المانع أو المجيز للقياس على السبب والشرط والمانع اتفق على الحكم الشرعي سواء أكان بقياس على السبب أم بغيره ،

الفريق الثالث المتسلل على جدار الشريعة الغراء : الدنيويون ولهم تلفيق في هذا الباب عجيب!
ويريدون القياس على السبب والشرط والمانع ولكن من غير تحقيق أصولي في الاتحاد بين السبب والحكمة فأتوا على حقائق الشريعة فبدلوها وزعموا أنهم يجرون القياس على الأسباب ،فذهبت الشريعة لتصبح الإنسانية متحكمة على الشريعة ،كقولهم أن الطلاق لا يقع إلا أمام القاضي فهنا لم يتحد السبب مع الحكمة لأنهم أتوا بسبب جديد من عند أنفسهم وأرادوا به أن يلغوا الحكم الشرعي فصار الحكم الشرعي غير مؤثر ولا معتبر حتى يأتي السبب الإنساني ليعتبره

خلاصة الأمر : أن الدنيويين هدموا الشريعة وأخذوا ممن أجاز القياس على الأسباب عناونهم ولم يأخذوا ضوابطهم فلفقوا بين المذاهب وهدموا الشريعة فلا هم طبقوا مع المجيزين للقياس في السبب شروطهم ، ولا هم بنوا الحكم الشرعي كالمجيزين من العلماء

فالحذر من أمثال هؤلاء ممن يريدون خراب الشريعة ويتسللون من بين المذاهب والأصوليين

ولكن حرس الحدود لهم بالمرصاد

وكتب

يزن الكلوب

الماجستير المالكي

4-3-2021

22-شعبان-1442

لم لا يجوز الجمع بعلة البرد فقط

  لماذا لا تجمعون في البرد مع أن البرد أشد حرجا من الشتاء والرخصة إن كثرت ضوابطها لم تعد رخصة؟ فالجواب على ذلك من وجوه:   أولا: الرخص تناط ب...